شاهد نتائج مؤتمر جلاسكو كوب 26 التغيير المناخي سببه النشاط الإنساني

 نتائج مؤتمر جلاسكو كوب 26 التغيير المناخي سببه النشاط الإنساني

مؤتمر جلاسكو كوب 26 : في البداية لاشَكّ أنّ تَغيُّر المناخ من أهم وأخطر التّحديّات التي نواجهها كبشر في عصرنا الحالي. علاوة على ذلك فإنّ مخاطره لا ترتبط فقط بما يحدث في الوقت الحالي. بل تحمل مخاطر أشدّ فتكاً على المدى البعيد. فمن المتوقّع أن تتسبّب التغيّرات المناخية بمشاكل تؤدّي لتحوّل مناطق كانت صالحة للزراعة واستقرار الإنسان إلى مناطق غير مأهولة. علاوة على ذلك لعلّ أكثر المخاوف تتمحور حول التقدّم الصّناعي وما خلّفته المصانع من غازات سامّة منبعثة في الغلاف الجوّي.

نتيجة ذلك سارعت الأمم المتّحدة والمنظّمات الدّولية المعنية بمتابعة المناخ بعقد العديد من النّدوات والمؤتمرات. لتقديم التّوصيات اللازمة والدّراسات التي نحتاجها لمواجهة هذا الخطر المحدق بنا. وفي مقالنا التّالي نقدّم لكم ما خلص له مؤتمر جلاسكو كوب 26. مؤتمر الأمم المتّحدة بشأن تغيّر المناخ.

 

من المهمّ أن تقرؤوا أكثر على موقعنا (الـتـرنـد). وتتابعوا جديدنا من العروض على موقعنا (عـروض السّـوق).

الجدير بالذكر أن أهمية هذا المؤتمر جاءت بسبب تزامنه مع ما تشهده الكرة الأرضية حالياً من حرائق وفيضانات وكوارث حقيقيّة. أبرزها التزايد المستمر غير المسبوق بارتفاع درجات الحرارة.

وكان قد صدر تقرير لجنة علماء الأمم المتّحدة السّادس في الأسبوع الأوّل من شهر آب الجاري. علاوة على ذلك فإن توقيت عقد هذا المؤتمر مرتبط  بمؤتمر الأمم المتّحدة للتغيّر المناخي  المقرر عقده في غلاسكو خلال شهر تشرين الثاني المقبل ( كوب 26).

في البداية – أهمية تقرير مؤتمر جلاسكو كوب ٢٦.

  • تكمن أهميته في كونه الوثيقة الثانية لمؤتمر جلاسكو  بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية. الذي كان قد صدر منذ أسابيع. ووضع خطة سير تطمح بها البشرية لبلوغ درجة مئوية تقارب الصّفر بما يتعلّق بالانبعاثات. وحددت ذلك بحلول العام 2050.
  • كما يستمدّ هذان المؤتمران أهميتهما من كونهما بمثابة ضغط يمارس على مؤتمر باريس المناخي من أجل تصعيد قراراته. وتأكيد الأخير على تقيّد الدّول بالالتزام بتعهّداتها.

الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الفوائد التي يحققها مؤتمر جلاسكو كوب 26 على رأسها:

أولاً- مؤتمر جلاسكو كوب 26 وتوصياته بشأن تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة.

في الحقيقة أكّد المؤتمر على أنّه هناك رابط مباشر يربط التغيّر المناخي بنشاط الإنسان. في نفس السياق لا يخفى على أحد أن هذا التخبّط في المناخ نجم بشكل رئيسيّ عن الاستعمال الكبير للبترول والثروة النفطية على سبيل المثال المصادر الهدروكربونيّة أيضاً.

ثانيّاً – مؤتمر جلاسكو كوب 26 يحذّر من تأثير غاز الميتان على تغيّر درجات الحرارة.

في الحقيقة ليس الكربون وحده هو الغاز الضّار الذي يشكّل مصدر قلق بشأن التلوّث والتغيّر المناخي. علاوة على ذلك أكّدت آخر الأبحاث أن غاز الميتان 85 له تأثير سلبي أكبر على ظاهرة الاحتباس الحراري.

الجدير بالذكر أن غاز الميتان 85 شكّل مؤخّراً أكثر من نصف الانبعاثات التي تسبّبت برفع حرارة الجوّ في العامين الفائتين (2019-2020).

ثالثاً- مؤتمر جلاسكو كوب 26 وتوصياته بشأن حرائق الغابات الأخيرة.

لا يخفى على أحد أن دور الغطاء النباتي الأخضر هو دور هام ورئيسيّ في تحسين المناخ. بسبب قدرة الغابات  على تخليص الجوّ من غاز ثنائي أكسيد الكربون وطرحها للأكسجين. ونتيجة ذلك سبّبت حرائق الغابات الأخيرة وفقدان الغطاء الأخضر مفاقمة للوضع المناخيّ السّيّء.

رابعاً – نحتاج لاهتمام أكبر ببعض المناطق ذات الخصوصيّة.

على سبيل المثال تلك المناطق المعرّضة لارتفاع شديد في درجات الحرارة أكثر من غيرها (1.30 – 2.0 درجة مئوية). خاصة في الجزر المنخفضة. والحرص على الاهتمام بالمناطق المتجمّدة بسبب خطر ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه المحيطات.

دور شركات الطاقة الكبرى

باعتماد تقنية (تدوير الكربون). تسعى الشركات الكبرى لتقليص انبعاثات هذا الغاز. في نفس السياق تقوم بسحب الكربون من البترول. ثم تخزينه في آبار فارغة. ليعاد استخدامه لاحقاً في عمليات أخرى في عملية ردف استخلاص النفط.

الجدير بالذكر أن عديد من المنشآت في الولايات المتحدة الامريكية تستخدم هذه التقنية. وتخضعها للتطوير المستمرّ. لكي يتم إنتاج الغاز والنفط بدون انبعاثات.

في الحقيقة في الوقت الراهن لا تتوفر البدائل لاستهلاك البترول. ففي نفس السياق تشكل الانبعاثات من قطاع الطاقة مايقارب ثلاثة ارباع الانبعاثات الكلية للكربون في العالم.

ولأن الخطة التي وضعها مؤتمر باريس للوصول إلى انبعاث صفري على المدى البعيد. تقوم الدول بأخذ تدابير منذ الوقت الراهن. علاوة على ذلك لايمكننا أن ننتظر حتى العام 2050 لتدق ساعة الصفر.

أسئلة متداولة

  • يتساءل المراقبون الدوليون عن دور النفط والغاز في عهد الطاقات المتجددة. وماذا عن الاستثمارات الهائلة في قطاع البترول العالمي؟. وماذا لو نجح تدوير الكربون. في نفس السياق كيف سيكون وضع الصناعات البترولية بعد ذلك؟
  • والسؤال الأكبر يدور حول كون الحملة العالمية لإنقاذ المناخ قائمة على محاربة البترول. أم ضد الانبعاث الناجم عنه؟
  • ما هو السبب الذي يمنع البترول عديم الانبعاثات من لعب دور منافس في مرحلة الطاقة المتجددة من ناحية السعر والطرح في السوق.؟

الجدير بالذكر أن هذه الأمور ستعني سوق أصغر للبترول. في نفس السياق لايمكننا إنكار أن هذا هو حال التطور الصناعي عبر التاريخ.

فمن البديهي أن تبرز مواد تنافس المواد الأقدم منها. علاوة على ذلك بعد مرحلة من المنافسة يختار الطلب في السوق أي منها سيكسب الرهان.

رأي المملكة العربية السعودية ودول نفطية عدة في توصيات مؤتمر جلاسكو كوب 26

في الحقيقة شككت هذه الدول في إمكانية تطبيق هذه التوصيات.

النرويج ورأيها في توصيات مؤتمر جلاسكو كوب 26

في نفس السياق شدّت النرويج. أكبر دولة منتجة للنفط في أوروبا. على يد المملكة السعودية.

الجدير بالذكر أن مردود البترول في النرويج المصدر الأساسي للصندوق السيادي النرويجي. ( 1.3 ترليون دولار). والذي يعدّ الاعلى عالمياً.

للنرويج دور طاقوي مميز. وذلك بسبب احتوائها على العدد الأكبر من السيارات الكهربائية في العالم. نتيجة ذلك تلعب النرويج دور ريادي بسبب كونها دولة بترولية علاوة على ذلك فهي رائدة في مجال التحسين البيئي. على سبيل المثال هي دولة عضو في وكالة الطاقة الدولية.

وزيرة الطاقة النرويجية معلّقة على دور النرويج

صرّحت وزيرة الطاقة النرويجية تينا برو قائلة أهم هدف لسياسة الحكومة البترولية، كان ولا يزال، تحقيق الأرباح من الإنتاج البترولي على المدى الطويل. هذه هي سياسة البلاد

الجدير بالذكر أن السياسة النرويجية تتضمن تحييد الكربون في الإنتاج من بحر الشمال. وتشجع توليد الطاقة من منشآت الرياح. والعديد من الاجراءات على سبيل المثال:

  • تطوير صناعة الهيدروجين.
  • والالتزام باتفاقية باريس للمناخ.

في النهاية من الواضح أن النرويج مستمرة في سياستها البترولية. من خلال تحييد الكربون. وأنها ستلتزم اتفاقية باريس عن طريق تقليل الانبعاث من الوقود الأحفوري. وليس من خلال صناعتها  البترولية.

تحدّي آخر يواجه سياسة التغيّر المناخي

في الحقيقة عندما يطلب مؤتمر جلاسكو كوب 26 من الدول أن تتقيد بالتوصيات. فمن أجل نجاح هذه السياسة يجب أن تعمم بشكل عالمي. لكن دول العالم الثالث تواجه صعوبات عديدة تتمحور حول تامين استثمارات من أجل تحييد الانبعاثات التي تكلمنا عنها سابقاً.

على سبيل المثال:

الدول الإفريقية

في النهاية من الواجب ذكره ان الدول الإفريقية تحتاج 15.7 مليار دولار لإيقاف الانبعاثات من المصافي.

أنيبور كراغا: وهو  السكرتير التنفيذي للمنظمة. كان قد أشار إلى أن الاستهلاك البترولي في أفريقيا  يزداد بشكل ملحوظ. نتيجة ذلك يكون  خيار بدائل الطاقة المستدامة غير متاح لدولها. ويضيف: «تحتاج أفريقيا خريطة طريق خاصة للطاقات المستدامة».

في النهاية بالتأمل بهذه التصريحات. نرى أنها تعكس بشكل واضح المعضلة الحقيقية لتطبيق سياسة مواجهة التغير المناخي. في الحقيقة

إن الحلول المطروحة تلبي حاجات وإمكانيات الدول المتقدمة الصناعية لكن  معظم دول العالم الثالث فهي عاجزة عن القيام بأي خطوة.

 

 

 

عن مايا

شاهد أيضاً

اهتمام كبير خليجي وعالمي بالانتخابات التركية

اهتمام كبير خليجي وعالمي بالانتخابات التركية اهتمام كبير خليجي وعالمي بالانتخابات التركية حظيت الانتخابات التركية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *